التفسير  القرآني المرئي و المسموع باللغات الإفريقية السائدة

المقدمة :-

أحمد الله إليكم بأن خص بلادنا باحتضان  دار مصحف إفريقيا  وهي من المؤسسات النادرة في العالم الإسلامي المتخصصة في طباعة ونشر المصحف الشريف لتغطية حاجة المسلمين في السودان وإفريقيا من كتاب الله العزيز .  وننقل إليكم بأن العديد من المؤشرات والدراسات تؤكد أن الفجوة بين المتاح والطلب على المصحف في إفريقيا تزيد عن الــ 90 % ، إذ لا يصل إفريقيا في أحسن الأحوال إلا أقل من 5 % سنوياً  (عشرة ملايين نسخة) ، علماً بأن عدد مسلمي إفريقيا يصل 600 مليون مسلم ، في حين يوزع على إفريقيا مئات الملايين في كل عام من كتب الأديان المحرفة ، ويحرم الفقر والعوز والتقصير من اقتناء مسلميها ومساجدها وخلاويها ومدارسها وجامعاتها ومجتمعاتها لكتاب الله الخاتم للرسالات والمهيمن على الكتب كافة .

  • إن التشرف بخدمة كتاب الله تعالى هي وصية الله ورسوله ودأب الصالحين من عباده .
  • وقد قال فيهم رب العزة جلا جلاله ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) –  فاطر الآيات 29-30
  • وقـــال عزّ مـــن قائــل: ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) – الأعراف الآية 170
  • وقال تعالى ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ )  – القمر الآية  17
  • وهل أعظم من أن يكون المسلم موضعاً للهداية وسبباً فيها .

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) 

الإسراء الآية 9 .

  • وهل غاية المسلم إلا أن يكون الأخيَّر بين عباد الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) صحيح البخاري .
  • وهل يرجو مسلماً أكثر من أن يكون من أهل الله ، عن أنس رضي الله عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا يا رسول الله من هم ؟ قال : هم أهل القرآن أهل الله وخاصته ) صحيح الجامع .

ذلك أن كلام الله تعالى هو أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه بركة وفضلاً وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلف   ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُواْ الْأَلْبَابِ ) – سورة ص الآية 29 .

  • وهو موطن الهداية ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )   – الإسراء الآية 9 .

وهل من وصية أولى بالنفاذ من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .

قال طلحة بن مصرف : سألت عبدالله بن أُبيّْ : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى ؟

فقال : لا فقلت : كيف كُتب على الناس الوصية أو أُمروا بالوصية ؟ قال : (أوصى بكتاب الله) صحيح البخاري .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).

ومن الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره ، وولد صالحاً تركه ، ومصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه ، أو بيتاً لابن السبيل بناه ) .

أولاً :  أهمية التفسير  القرآني المرئي و المسموع باللغات الإفريقية السائدة

لما كانت التجارب السابقة لتفسير القرآن الكريم مرئياً و مسموعاً باللغة العربية ذات تأثير إيجابي كبير على متحصلات الإستفادة التي يتلقاها المسلمين الناطقين باللغة العربية ، إنطلاقاً من يسر وسهولة مثول المتلقي لتلقي الخدمة عبر الصورة و الصوت ، كان لا بد للدار من الطرق على هذا الباب رغبة منها في تعميم الفائدة من إضطلاعها بأمر نشر المصحف الشريف عبر كافة الوسائط المُتاحة ، وبالنظر إلى دراسة حالة التجمعات اللغوية المسلمة في إفريقيا ، يمكن بسهولة تحديد عدد من اللغات من السائدة والتي تحتوي العدد الأكبر  من المسلمين .

هذا بالإضافة على  لغات عالمية أخرى سائدة في معظم البلدان الإفريقية كلغات رسمية ، و بذلك تعتبر اللغة الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية و السواحيلية و لغة الهوسا و الزولو و الصومالية و الدينكاوية من أهم اللغات التي تستحق كميات المسلمين الناطقين بها تحت تصنيف اللغة الأم أن تحصل على إهتمام خاص يتعلَّق بتوثيق تفاسير القرآن الكريم و ترجماته عبر المُنتج المرئي و المسموع ، و بذلك يمكن توفير فرصة كبيرة لإستقطاب كثير من الفئات الإفريقية التي لا تجيد القراءة و الكتابة أو تلك التي لا تجيد العربية ، هذا فضلاً عن إتساع رقعة البث التلفزيوني و الإذاعي عبر التعاون مع كافة المؤسسات الإعلامية الموجودة في القارة ، كما يمكن إتاحة هذا المنتج القرآني عبر بثه في الشبكة العنكبوتيه أو تداولة عبر نسخ إلكترونية خاصة ، و لما كان الإنتاج الإعلامي كصناعة يحتاج إلى الكثير من المعينات المادية واللوجستية و الفنية كان لا بد من وضع تصوًّر فني و علمي يقي هذا المشروع من بعض المعوّقات أو السلبيات المتوقعة ، لذا فقد إنبنت فكرة التخطيط للمشروع على ثلاثة ركائز أساسية يمكن إعتبارها بمثابة الضوابط الي من شأنها تمكينه من أداء أهدافه المنشودة و هي :

أ /  الإيجاز في إيصال المعنى المُترجم عبر اللغة المعنية .

ب / حيادية المنهج التفسيري و توحيد إتجاهاته الفقهية .

ج /  أن يكون المفسرين من المتفق عليهم من حيث التأهيل و الموثوقية.

 

و لمزيد من الحيطة و التجويد في أمر إخراج هذا المشروع بالصورة المُثلى ، التي تمكِّن الفئات المستهدفة من الإستفادة منه لأقصى الحدود الممكنة ، تم إعتماد لجنة علمية لكل لغة تقوم بمهام المراجعة اللغوية والفقهية قبل و أثناء تنفيذ مشروع التفسير المرئي أو المسموع المترجم و ذلك تجنباً للأخطاء التي قد تحدث نتيجة للتطوَّر و التجديد الذي دائماً ما يحدث للغات كظاهرة طبيعية مرصودة في كل التجمعات الثقافية و الإثنيه ، و ذلك عبر الوصول إلى إعتماد جمعي للمفردات و المصطلحات و الجُمل التي تُعبِّر  التعبير الأمثل عن ما يرد في النص القرآني ، وبذلك أيضاً يمكن الحصول على إعتمادية و موثوقية و إجازة جامعة للعمل المُزمع إنتاجه .

و الجدير بالذكر أن دار مصحف إفريقيا بها أستديو متكامل من حيث البِنية الإنشائية و هو قادر على إنجاز هذا المشروع الكبير و الهام ، غير أنه يحتاج للتزويد بالأجهزة و المعدات الإذاعية و التلفزيونية ، و التي تعمل إدارة الدار حالياً على توفيرها .

ثانياُ : أهداف المشروع

1 / توسعة مواعين التفاسير القرآنية لغوياً وثقافياً وإتاحتها لأعدادمُقدّرة من المسلمين غير الناطقين بالعربية .

2 / تجويد مستويات فهم معاني القرآني عبر النزول إلى المكوِّن الثقافي اللغوي في أرجاء القارة المختلفة .

3 /  تحقيق مصادر جديدة للتفسير القرآني ليُضاف إلى ما تم إنجازه سابقاً في مجال التفاسير المنتجة إعلامياً .

4 / الإستفادة من التأثير الإيجابي و المختلف للمنتج المرئي و المسموع على مقدرة المتلقي للفهم و الإستيعاب .

5 / إتاحة المنتوج التفسيري المسموع و المرئي لكافة المراكز الإعلامية و الفضائيات و الإذاعات في إفريقيا لمزيد من الإتساع في الرقعة الدعوية القرآنية .

6 / حماية المنتوج القرآني الإعلامي من الإنحيازات الفقهية و الإتجاهات البحثية التي تُضعف من خاصية التركيز على النص القرآني .

ثالثاُ : تكلفة المشروع

إنطلاقاً من فرضية العمل على لغة واحدة من أجل إنتاج مائة ساعة مرئية أو مسموعة يمكن حساب تكاليف هذا المشروع حسب ما يرد في الجدول الآتي :

رقم العمل الوحدة الكمية تكلفة الساعة بالدولار التكلفة الكلية بالدولار
1 التصوير و التسجيل ساعة إنتاجية 100 ساعة 70  دولار 700 دولار
2 الإضاءة و الصوت ساعة إنتاجية 100 ساعة 25 دولار 250 دولار
3 المونتاج ساعة إنتاجية 100 ساعة 30 دولار 300 دولار
4 الإخراج ساعة إنتاجية 100 ساعة 30 دولار 300 دولار
5 إدارة إنتاج ساعة إنتاجية 100 ساعة 20 دولار 200 دولار
6 أتعاب الشيخ المُفسِّر ساعة إنتاجية 100 ساعة 100 دولار 1000 دولار
7 اللجنة العلمية ساعة إنتاجية 100 ساعة 30 دولار 300 دولار
8 مصروفات إدارية ساعة إنتاجية 100 ساعة 80 دولار 800 دولار
9 أخرى ساعة إنتاجية 100 ساعة 45 دولار 450 دولار
10 الإجمالي 430 دولار 4,300 دولار

 

و بذلك و على سبيل المثال فإن تكلفة :

  • * إنتاج 300 ساعة باللغة الإنجليزية 430 × 300   =  129,000 دولار
  • * إنتاج 300 ساعة باللغة الفرنسية  430 × 300   =  129,000 دولار
  • * إنتاج 300 ساعة باللغة السواحيلية 430 × 300  =  129,000 دولار
  • *  الإجمالي                                                    =   378,000 دولار

 

و بالله التوفيق و السداد