الموقع الإلكتروني لدار مصحف إفريقيا يستنطق الأستاذ عادل الحسين، العامل المثالي لشهر يناير 2019م، فيفتح قلبه ويقول:
أرتاح نفسياً عند التدقيق في الأعمال القرانية، وأحب الإعداد والتصميم
الشكر والتقدير للعضو المنتدب الذي سَن سُنة الجائزة، والتحية لمن يقومون على أمرها
عادل الحسين، وهبته الأقدار والأيام لخدمة القرآن، واختاره المولى عزّ وجل ليكون واحداً من خُدام المصحف الشريف. كان؛ وما زال؛ مهموماً بإنجاز متطلبات التصميم والطباعة والنشر، قضى سنوات عديدة في العمل بدار مصحف إفريقيا، وعمل بعدد من الإدارات والأقسام. هو أحد الذين يعملون ويسهرون لإرساء قيم التفاني والإحسان وتعظيم كتاب الله الكريم. تم اختياره مؤخراً – في شهر يناير الماضي- عاملاً مثالياً بدار مصحف إفريقيا تقديراً لعطائه وبذله وتميزه. جلسنا إليه في هذا الحوار الهادئ، الذي جاء كلُطف وتأدب صاحبه. فكانت هذه الإفادات:
مرحبا بك أخي عادل. في البداية نريد التعرُّف عليك عن قُرب، من هو عادل وكيف كانت نشأته؟
بسم الله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
بديت بي ربنا الحي ما بزول *** إلاهي العالم السر في الصدور
وسيع الرحمة نرجاه القبول *** العفو والعافية والعمر اليطول
عادل الحسين حامد محمد عود. النشأة والمولد بالولاية الشمالية، محلية مروي ريفي الكاسنجر “جزيرة إتماري”.
وأين درست مراحلك الدراسية؟
درست مرحلة الأساس بمدرسة الكاسنجر بحري، والثانوي: بمدرسة كريمة الثانوية، ثم المرحلة الجامعية كانت بجامعة إفريقيا العالمية وتخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. إضافة ًإلى حلقات تحفيظ القرآن بمركز الدعوة جامعة إفريقيا العالمية، وأحمل دبلوم علوم الحاسوب منظمة اليونسكو.
قبل ولوجك إلى عالم طباعة ونشر المصحف الشريف والعمل بالدار كانت قطعاً لديك تجارب وخبرات أخرى. حدثنا عنها؟
عملت بشركة بشائر لخدمــات الاتصالات في بداية تأسيسها “هي شركة MTN الآن”، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف فترة تدريبية في قسم ما قبل الطبع “التحضير” كل ذلك قبل عملي بدار مصحف إفريقيا.
متى، وكيف كانت بداية مشوارك وعملك بالدار؟
كانت البداية بعد سنة من التخرج من جامعة إفريقيا العالمية. في يوم 25/8/2004م بقسم المراجعة النهائية، بعد جهد. وكنت في غاية السعادة بعمل مراجعة المصحف الشريف. وفيه استفدت كثيراً من حفظ ملازم المصحف الشريف، بكل مقاساته، وربع يس، والعشر الأخير، بداية ونهاية كل ملزمة بالأرقام .
بدايتك بالعمل، كيف كانت وفي أي الأقسام بدأت ؟
أولاً بدأت بالإدارة العلمية والفنية قسم المراجعة النهائية. ثم انتقلت إلى قسم المراجعة والتصحيح لمراجعة الكتب وأصول الملازم القرآنية متعاوناً. ثم تركت العمل لقضاء الخدمة الوطنية. ثم انتُدبت فترة شهرين مرة أخرى للدار من الخدمة الوطنية، وذلك للمشاركة في إعداد ومراجعة المنهج المدرسي الذي سُمح للدار بطباعته. ثم رجعت لإكمال الخدمة الوطنية. وبعد نهاية الخدمة الوطنية تم الاتصال بي من قبل الدكتور محمد السيد الخير مدير الإدارة العلمية وبتزكية من الشيوخ في الإدارة العلمية جزاهم الله خير الجزاء. الذين استفدت من علمهم وعملهم في مجال مراجعة المصحف الشريف ونخص الوالد المربي الشيخ الدكتور عمر حجاي ساهموا في انضمامي إلى الإدارة العلمية ومواصلة العمل في خدمة المصحف الشريف. التي هي من أجَل وأعظم الأعمال. وفي يوم الثلاثاء 17/ 6 / 2008م تم التعيين في هذه البقعة المباركة.
وحينها كيف كان العمل وقتها؟
كان العمل والإعداد في مصحف دولة الكويت. وكان التركيز على مراجعة الأصول التي تأتي من قسم ما قبل الطبع “التصميم” وكنت كثير الجلوس مع الأخوة في قسم ما قبل الطبع، شديد الحرص ألَّا يمر يوم دون التعرُّف على شيء يخص التصميم والبرامج والمونتاج. فتعلمت واستفدت منهم الكثير من الأعمال والتصاميم والمونتاجات، خاصة الأخ الأندونيسي “إيوان أرشاد”. والأخ محمدين إبراهيم، والأستاذ عبد الرازق يوسف، ثم مراجعة النص القرآني أثناء الطباعة. ثم تم التعامل مع الأجهزة والتدريب عليها في قسم المراجعة والتصحيح. لإعداد مصحف ورش والدوري بضبط المغاربة ورواية قالون بالضبط المغربي. ثم الانتقال لقسم ما قبل الطبع للإعداد القرآني فقط. وتمت الاستفادة من الأعمال التجارية والمطبوعات الأخرى. الكتب، وغيرها والمونتاجات المختلفة وإرسال البليتات.
من خلال عملك بالدار طوال الفترة السابقة؛ ما الفرق الذي تحسّه الآن في طريقة وأسلوب العمل؟
الحمد لله الاستفادة الكثيرة والتطور والتأهيل الممتاز وخاصة في مجال التصميم والمونتاج والبليتات .
رأيك حول بيئة ومجال العمل، خاصة وأنكم تخدمون المصحف الشريف؟
الحمد لله خدمة المصحف شيء يريح النفس والضمير، فهي بيئة طيبة بلا شك وكونك تنظر إلى أنك تخدم وتتصفح كتاب الله طوال الوقت فهي شيء جميل ولا يقدر بثمن. نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل، وأن يتقبل منا، وأن يوفقنا لهذا العمل المبارك.
تعاونك مع الزملاء وتعاونهم معك كيف هو؟
الحمد لله لا يوجد بيني وبين الزملاء سوى التقدير، والاحترام، والتعاون التام، والاستفادة من بعضنا البعض في كل النواحي، التي تؤدي إلى تطوير العمل، وإخراجه بالصورة المطلوبة .
نريدك أن تشرح لنا بعض المهام الأساسية التي تقوم بها حالياً؟
بحمد الله وتوفيقه في جاهزية تامة، وفي أي وقت لعمل كافة الأعمال داخل القسم من “إعداد قرآني، وجمع، وصف، وتصميم، وإخراج، وتجهيز، وتحضير، ومونتاج، وبليتات”.
ما هي أكثر الأعمال والمهام التي ترى أنها تناسبك، أو تناسب مزاجك، وقدراتك. ويمكن أن تتميز فيها؟
كافة الأعمال بالقسم. وخاصة الأعمال القرآنية. من إعداد، ومونتاج. أرتاح نفسياً وأحب أن أُدّقِّق فيها. بالإضافة إلى المونتاجات الأكثر تعقيداً وصعوبة. فهي أعمال تجعلني أُفَكِّر كثيراً واستفيد منها. وكما يقولون “المعاناة تخلق الإبداع”.
عمل بالدار تتمنى أن تتاح لك فرصة تقديمه؟
أي عمل يخدم المصحف الشريف وخاصة مجال الطباعة.
مؤخراً؛ وفي شهر يناير؛ تم اختيارك عاملاً مثالياً بالدار. كيف استطعت أن تصل إلى هذه المرحلة من التميز؟ وكيف يمكنك أن تحافظ على هذا المستوى؟
سأمضي على شرطي وبالله أكتفي *** وما خاب ذو جدٍ إذا هو حسبلا
الحمد لله كثيراً أن وفقنا وخصانا لخدمة كتابه العزيز. ونسأله أن يجنبنا الريا والسمعة. وأن يغفر لنا ما لا تعلمون “وما توفيقي إلا بالله”. ونسأله الثبات، والتوفيق، والتقدم، والإخلاص، والقبول لكافة ما نقوم به. وأن يجعله خالصاً لوجه الكريم.
بعد هذا الاختيار؛ ما الذي يمكن أن تقوله لبقية العاملين بدار مصحف إفريقيا ولكل من يقدم عملا؟
أولاً؛ نحث الإخوة والزملاء في الدار للسير نحو الأمام. ومثل هذا الاختيار يترك أثراً نفسياً كبيراً وتحفيزاً معنوياً في أنفسنا ناهيك عن التحفيز المادي؛ ويصلك الشعور بأن هذه المؤسسة وإدارتها تهتم بكادرها البشري. فجزاهم الله عنا خيراً.
كلمة أخيرة؟
في الختام نشكر إدارة هذه المؤسسة المباركة ونخص بالشكر العضو المنتدب الذي سن هذه السنة الحسنة ومدير الإنتاج الذي ظل كثير التقرُّب والالتصاق بالعاملين، والسماع إليهم، بأذنٍ صاغيةٍ، ونشكر إدارة الجودة وأعضاء اللجنة الذين يقومون بتحكيم هذه المسابقة الشهرية. وشكري وتقديري لكم في إدارة تحرير موقع الدار.
وَبِاللهِ حَوْلِي وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِي *** وَمَالِيَ إِلاَّ سِتْرُهُ مُتَجَلِّـلَا
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبِي وَعُدَّتِي *** عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعاً مُتَوَكِّلَا
حول الكاتب