الطموح والتحديات
تبلورت الفكرة الأولية لدار مصحف إفريقيا في العام 1994 ، ثم إنطلقت مجهودات التأسيس الفعلي للمشروع في العام 2001 حيث تم إفتتاح الدار بعد أن تبرعت حكومة السودان بقطعة الأرض ثم بادر مجموعة من الخيرين من داخل السودان وخارجه لتمويل المشروع ، والذي كان حُلماًللمخلصين الذين أطلقوا الفكرة التي تحولَّت بفضل الله وجهود الحادبين إلى واقع ماثل ، غير أن الأمر في البدايات لم يكن يخلو من المشكلات والتحديات ، كان أهمها إرساء قواعد ثابتة وفعَّالة لترسيخ ما يمكن أن نسميه إصطلاحاً ( الطباعة القرآنية ) ، والتي تضيف معايير جديدة إلى المجموعة الثابتة لأدوات صناعة الطباعة التي لم تكن يوماً تخلو من تعقيدات ، بالنظر إلى مستوى الجودة القريب من حد الكمال الذي تتطلبه طباعة القرآن وهو أسمى ما يمكن أن يُطبع على وجه البسيطة ، فضلاً عن هذا فإن تعدُّد القراءات في شتى أنحاء القارة الإفريقية كان مطلباُ علمياً وفنياً يجب أن يتصدى له الطاقم العلمي والفني والإداري للدار ، حتى يؤتي ثماره بدقة وفعالية في مجال نشر المصحف في القارة السمراء ، كما أن الكثير من المجتمعات الإفريقية تتطلع إلى قائمة متكاملة أو معقولة من التراجم القرآنية بلغاتها المحلية السائدة خصوصاً في نطاق المصاحف المُفسَّرة وأحكام التجويد القرآني ، وبعض هذه اللغات يتحدثها الملايين .
وتستند دار مصحف إفريقيا على ركيزتين إدارية وفنية تتوفران على الكثير من الإمكانيات التي من شأنها مساندة الدار في أداء رسالتها ، أما الركيزة الإدارية فتستند على هيئات الدار الرئيسية المتمثلة في مجلس أمناء الدار ومجلس إدارتها ، ثم إدارتها التنفيذية التي يقف عليها العضو المنتدب للدار ثم الإدارات المتخصصة الأخرى .
أما الركيزة الفنية لدار مصحف إفريقيا فهي موزَّعة بين ثلاث منظومات رئيسية هي الإنتاج والإدارة العلمية وضبط الجودة ، وجميعها تعمل عبر التنسيق المشترك لتحقيق الهدف الكمي والنوعي للخطط المعتمدة في كل عام وفقاً للشروط والمواصفات الأساسية لمصحف الدار والتعديلات والإضافات الواردة في عقود الواقفين .